لعل كثيرين لم يسمعوا بها، وإن كانت غارقة في بحر من الجمال، تحيط بها الغابات والأحراج والتلال من كل صوب، إنها بلدة "عَــــرْطــِـــــزْ" في قضاء البترون في شمال لبنان، وهي ما تزال في حدود كبيرة على سمات البلدة اللبنانية وإن واكبت بعض موجبات الحياة العصرية.
ما يستوقف زوار عرطز تلك التفاصيل العتيقة الدافئة، ومنها بشكل خاص، بيت قديم يرقى إلى أكثر من 200 سنة، آثرت الناشطة اللبنانية جيسيكا حكيِّم أن تبقيه كما هو، فهو يمثل إرث أجدادها عبر عشرين عقدا، وكأنها تؤثر أن تعيدنا إلى الجذور لنطلع على الحياة الريفية قبل أن تغزو الحداثة قرانا وتأسرنا بمفاهيم حداثوية أبعدتنا عن الأرض، عن التراب، عن حقيقتنا الأولى، قبل أن تحيلنا العصرية إلى القلق، وتبعدنا عن ذواتنا، يوم نسينا أننا "من التراب وإلى التراب نعود".
الفيديو المرفق يظهر بعض التفاصيل الرائعة من داخل البيت وبدت خلاله "الكركي" والموقدة القديمة، والقناطر الداخلية، فضلا عن مقتنيات ترقى لمئتي سنة، بينها أدوات زراعية ومشغولات تستحضر عبق ذاك الزمن الجميل.